البنات والغول
كان في قديم الزمان حتّى كان، رجل حطّاب فقير الحال، مرضت زوجته وماتت وتركت له ثلاث بنات، بقي يعيلهن ويرعاهن، حتى كبرن وكبر هو أيضاً وشاخ وأصبح عاجزاً عن العمل وتأمين لقمة الطعام لبناته، فقرّر أن يبيع البنت الكبرى بـ500 درهم، لكن لم يشترها أحد إلاّ غولة كانت تسكن في الجوار، فدفعت له ثمنها ألف درهم ففرح، وقبض المبلغ وبقي يصرف منه حتى انتهى، فعرض بيع البنت الوسطى فجاءت الغولة واشترتها، ودفعت له ثمنها ألف وخمسمئة درهم, فطار عقله وأعطاها البنت، واستمر يصرف منه حتى انتهى، وجاء دور الصغيرة فباعها للغولة بألفي درهم، فأخذتها الغولة إلى بيتها، فلم تر أخواتها فسألتها عنهم فلم تجبها الغولة، ونامت عندها إلى الصباح فأيقظتها باكراً، وطلبت منها أن تنظف البيت وتشطفه، وترتبه وتنتظرها حتى تعود، ففعلت البنت بكل جد ونشاط، وجلست تنتظر الغولة في المساء عادت الغولة ومعها سختورة، وسلّمتها إلى البنت وقالت لها: خذي السختورة ونظفيها وأنت تضحكين واحشها وأنت تضحكين، واطبخيها وأنت تضحكين، وكليها وأنت تضحكين، إن نجحت بذلك سلّمتك مفاتيح القصر وأصبحت سيدة القصر, وإن فشلت سأشبقك من بزازك في الغرفة السرية بجانب أخواتك، ففعلت البنت كما أمرتها الغولة إلى أن حان وقت الطعام، فتذكّرت أباها وأخواتها، فغصّت لكنها صبرت حتى تفوز وتنقذ أخواتها. فرحت الغولة منها وسلّمتها مفاتيح غرف القصر جميعهم، وقالت لها:الآن أنت سيدة القصر وكل ما فيه تحت تصرفك، وبإمكانك أن تفعلي ما تريدين، وتحصلي على ما تريدين، ولكن أحذرك من أن تفتحي هذه الغرفة فتخربين سعادتك بنفسك.
الغولة كانت تخرج كل يوم من الصباح إلى المساء، بينما البنت الصغيرة كانت تفتح غرف القصر واحدة بعد أخرى، فترى فيها أشياء غريبة وعجيبة لم تحلم بها في حياتها من أجمل الثياب، وأنفس المفروشات، وأندر الجواهر واللؤلؤ والحلي والألماس وأدوات الزينة، وأشهى المأكولات مما لذّ وطاب فتمتعت ولبست وأكلت وتزينت وعاشت أسعد الأوقات، وبقيت على هذه الحال أياماً طويلة .
في أحد الأيام تذكرت والدها وأخواتها، فحزنت وشعرت بالانقباض والاكتئاب، وتذكّرت أمر الغرفة التي منعتها الغولة من فتحها، فقامت في الحال وفتحتها، فذهلت عندما رأت أخواتها معلّقات من أبزازهن في سقف الغرفة، وقد هدّهم الجوع والعطش، ونحلت أجسادهن وشحب لونهن، فأنزلتهما وأطعمتهما وسقتهما وداوتهما، حتى صحّا قليلاً وحكين لها كيف أتت بهن الغولة، وقدمت لهن السختورة واشترطت عليهن مثلما اشترطت عليها، ولكن عندما جلسن ليأكلنها تذكرن أهلهن فبكين، ففعلت بهن الغولة ما رأت، وعدتهما الصغيرة بأنها ستجد وسيلة لإنقاذهما، وقبل أن يحين وقت عودة الغولة أعادتهما كما كانتا، وجلست تفكر بطريقة للتخلص من الغولة .
وجلست تراقب الغولة فرأتها تحمل صينية طعام إلى برج القصر، وتدخل وتغلق الباب لساعة من الزمن، وتعود إلى غرفتها وتنام، أثارت فضول الفتاة لمعرفة ما تفعل الغولة في البرج، فانتظرت بعد أن نام الجميع، أشعلت شمعة وتسللت إلى البرج، فرأت صالة كبيرة مفروشة بأحسن الأثاث، وفي إحدى الزوايا رأت شاباً جميل الطلعة وسيم الملامح، مقيداً من يديه ورجليه، ومعلقاً على الجدار وكان نائماً وقد أنهكه التعب، فاستغربت الأمر وأيقظته، وسألته عن قصته فأخبرها أنه ابن ملك أحبته الغولة وخطفته، وأرادت الزواج منه لكنه رفض فقيدته وعذبته، وهي تدخل عليه كل يوم بالطعام وتراوده عن نفسه وتطلب الزواج منه فيرفض، فتعذبه وتضربه حتى يغمى عليه، وسألها الشاب عن سبب وجودها في قصر الغولة، فأخبرته بحكايتها وحكاية أخواتها، واتفقا على التعاون والخلاص من الغولة، فأخبرها أن روح الغولة موجودة في عصفور، وضعته في قفص في غرفة نومها، وعليها أن تتسلّل إلى غرفتها في غيابها، وتجلب العصفور المطلوب، وتبدله بعصفور آخر وتترك له الباقي، ثم عادت الفتاة بهدوء ونامت في غرفتها.
في اليوم التالي خرجت الغولة إلى عملها، فأمسكت الفتاة بعصفور، ودخلت غرفة الغولة فرأت فأخذت العصفور من القفص، ووضعت الآخر مكانه، وحملته إلى الأمير ففرح به، وفكّت قيوده وجلسا معا يتسامران إلى أن اقترب موعد عودة الغولة، عاد الأمير مكانه ولفّ الحبل حول يديه ورجليه، وأخفى العصفور بيده، وعادت الفتاة إلى غرفتها وكأن شيئا لم يحدث .
بعد الغداء حملت الغولة صينية الطعام إلى البرج ودخلت على الأمير، فأطعمته وسألته أن يتزوجها فرفض، فغضبت منه وقالت له: إنها صبرت عليه كثيراً وأن صبرها نفد، فإن لم يوافق فستقتله وتتخلص منه، ورفعت قضيباً لتضربه وتعذبه، ففك قيوده وضربها ضربة قوية أوقعتها على الأرض، وأمسك العصفور بيده، وضغط عليه فتألمت الغولة وأحست بالاختناق، ورجته أن يبقي على حياتها، وله كل ما يطلب ويريد، وكانت الفتاة تراقب ما يحدث فدخلت وصرخت بالأميرأن يتخلص منها ولا يصدق وعودها، فضغط بقوة على العصفور فخرجت روح الغولة وماتت في الحال. فرح الجميع بخلاصهم، وحررت الفتاة أخواتها وهنأتهم بالسلامة، وحمل الجميع ما غلا ثمنه وخفّ حمله من القصر، وعادوا إلى ديارهم، وأقاموا الاحتفالات والأعراس وتزوج الأمير من الفتاة، وله أخوان تزوج كل منهما فتاة، وأحضرت الفتاة والدها، وعاشوا جميعاً بالهناء
سلامي.,.,.,’.,’.,’.’,’,
ّّّّّامانيّّّّّّّ
كان في قديم الزمان حتّى كان، رجل حطّاب فقير الحال، مرضت زوجته وماتت وتركت له ثلاث بنات، بقي يعيلهن ويرعاهن، حتى كبرن وكبر هو أيضاً وشاخ وأصبح عاجزاً عن العمل وتأمين لقمة الطعام لبناته، فقرّر أن يبيع البنت الكبرى بـ500 درهم، لكن لم يشترها أحد إلاّ غولة كانت تسكن في الجوار، فدفعت له ثمنها ألف درهم ففرح، وقبض المبلغ وبقي يصرف منه حتى انتهى، فعرض بيع البنت الوسطى فجاءت الغولة واشترتها، ودفعت له ثمنها ألف وخمسمئة درهم, فطار عقله وأعطاها البنت، واستمر يصرف منه حتى انتهى، وجاء دور الصغيرة فباعها للغولة بألفي درهم، فأخذتها الغولة إلى بيتها، فلم تر أخواتها فسألتها عنهم فلم تجبها الغولة، ونامت عندها إلى الصباح فأيقظتها باكراً، وطلبت منها أن تنظف البيت وتشطفه، وترتبه وتنتظرها حتى تعود، ففعلت البنت بكل جد ونشاط، وجلست تنتظر الغولة في المساء عادت الغولة ومعها سختورة، وسلّمتها إلى البنت وقالت لها: خذي السختورة ونظفيها وأنت تضحكين واحشها وأنت تضحكين، واطبخيها وأنت تضحكين، وكليها وأنت تضحكين، إن نجحت بذلك سلّمتك مفاتيح القصر وأصبحت سيدة القصر, وإن فشلت سأشبقك من بزازك في الغرفة السرية بجانب أخواتك، ففعلت البنت كما أمرتها الغولة إلى أن حان وقت الطعام، فتذكّرت أباها وأخواتها، فغصّت لكنها صبرت حتى تفوز وتنقذ أخواتها. فرحت الغولة منها وسلّمتها مفاتيح غرف القصر جميعهم، وقالت لها:الآن أنت سيدة القصر وكل ما فيه تحت تصرفك، وبإمكانك أن تفعلي ما تريدين، وتحصلي على ما تريدين، ولكن أحذرك من أن تفتحي هذه الغرفة فتخربين سعادتك بنفسك.
الغولة كانت تخرج كل يوم من الصباح إلى المساء، بينما البنت الصغيرة كانت تفتح غرف القصر واحدة بعد أخرى، فترى فيها أشياء غريبة وعجيبة لم تحلم بها في حياتها من أجمل الثياب، وأنفس المفروشات، وأندر الجواهر واللؤلؤ والحلي والألماس وأدوات الزينة، وأشهى المأكولات مما لذّ وطاب فتمتعت ولبست وأكلت وتزينت وعاشت أسعد الأوقات، وبقيت على هذه الحال أياماً طويلة .
في أحد الأيام تذكرت والدها وأخواتها، فحزنت وشعرت بالانقباض والاكتئاب، وتذكّرت أمر الغرفة التي منعتها الغولة من فتحها، فقامت في الحال وفتحتها، فذهلت عندما رأت أخواتها معلّقات من أبزازهن في سقف الغرفة، وقد هدّهم الجوع والعطش، ونحلت أجسادهن وشحب لونهن، فأنزلتهما وأطعمتهما وسقتهما وداوتهما، حتى صحّا قليلاً وحكين لها كيف أتت بهن الغولة، وقدمت لهن السختورة واشترطت عليهن مثلما اشترطت عليها، ولكن عندما جلسن ليأكلنها تذكرن أهلهن فبكين، ففعلت بهن الغولة ما رأت، وعدتهما الصغيرة بأنها ستجد وسيلة لإنقاذهما، وقبل أن يحين وقت عودة الغولة أعادتهما كما كانتا، وجلست تفكر بطريقة للتخلص من الغولة .
وجلست تراقب الغولة فرأتها تحمل صينية طعام إلى برج القصر، وتدخل وتغلق الباب لساعة من الزمن، وتعود إلى غرفتها وتنام، أثارت فضول الفتاة لمعرفة ما تفعل الغولة في البرج، فانتظرت بعد أن نام الجميع، أشعلت شمعة وتسللت إلى البرج، فرأت صالة كبيرة مفروشة بأحسن الأثاث، وفي إحدى الزوايا رأت شاباً جميل الطلعة وسيم الملامح، مقيداً من يديه ورجليه، ومعلقاً على الجدار وكان نائماً وقد أنهكه التعب، فاستغربت الأمر وأيقظته، وسألته عن قصته فأخبرها أنه ابن ملك أحبته الغولة وخطفته، وأرادت الزواج منه لكنه رفض فقيدته وعذبته، وهي تدخل عليه كل يوم بالطعام وتراوده عن نفسه وتطلب الزواج منه فيرفض، فتعذبه وتضربه حتى يغمى عليه، وسألها الشاب عن سبب وجودها في قصر الغولة، فأخبرته بحكايتها وحكاية أخواتها، واتفقا على التعاون والخلاص من الغولة، فأخبرها أن روح الغولة موجودة في عصفور، وضعته في قفص في غرفة نومها، وعليها أن تتسلّل إلى غرفتها في غيابها، وتجلب العصفور المطلوب، وتبدله بعصفور آخر وتترك له الباقي، ثم عادت الفتاة بهدوء ونامت في غرفتها.
في اليوم التالي خرجت الغولة إلى عملها، فأمسكت الفتاة بعصفور، ودخلت غرفة الغولة فرأت فأخذت العصفور من القفص، ووضعت الآخر مكانه، وحملته إلى الأمير ففرح به، وفكّت قيوده وجلسا معا يتسامران إلى أن اقترب موعد عودة الغولة، عاد الأمير مكانه ولفّ الحبل حول يديه ورجليه، وأخفى العصفور بيده، وعادت الفتاة إلى غرفتها وكأن شيئا لم يحدث .
بعد الغداء حملت الغولة صينية الطعام إلى البرج ودخلت على الأمير، فأطعمته وسألته أن يتزوجها فرفض، فغضبت منه وقالت له: إنها صبرت عليه كثيراً وأن صبرها نفد، فإن لم يوافق فستقتله وتتخلص منه، ورفعت قضيباً لتضربه وتعذبه، ففك قيوده وضربها ضربة قوية أوقعتها على الأرض، وأمسك العصفور بيده، وضغط عليه فتألمت الغولة وأحست بالاختناق، ورجته أن يبقي على حياتها، وله كل ما يطلب ويريد، وكانت الفتاة تراقب ما يحدث فدخلت وصرخت بالأميرأن يتخلص منها ولا يصدق وعودها، فضغط بقوة على العصفور فخرجت روح الغولة وماتت في الحال. فرح الجميع بخلاصهم، وحررت الفتاة أخواتها وهنأتهم بالسلامة، وحمل الجميع ما غلا ثمنه وخفّ حمله من القصر، وعادوا إلى ديارهم، وأقاموا الاحتفالات والأعراس وتزوج الأمير من الفتاة، وله أخوان تزوج كل منهما فتاة، وأحضرت الفتاة والدها، وعاشوا جميعاً بالهناء
سلامي.,.,.,’.,’.,’.’,’,
ّّّّّامانيّّّّّّّ